لفت صافى للداخل وما كاد ايسر يبتعد عن المنزل حتى سمع صوت صراخها ثانية ركض ناحية المنزل ولج للداخل وجدها راكعة بجوار جسد امرأة عجوز تحاول افاقتها
بللت الدموع وجنتيها وهى تهتف قائلة:
–تيتة تيتة فريدة مالك فوقى اصحى
ركع أيسر بحوارها هو الآخر ليرى ماذا أصابها فنظر لصافى قائلا:
–هى جدتك مريضة او عندها مرض معين بيخليها يغمى عليها
حركت صافى رأسها قائلة بدموع:
–ايوة عندها ضعف وأنيميا وبيغمى عليها
فتحت فريدة عينيها تنظر لحفيدتها قائلة بهمس:
–صافى أنتى رجعتى
اسندتها صافى حتى اعتدلت قليلا قائلة:
–ايوة يا تيتة انتى ما اخدتيش الدوا ولا ايه انا كنت حطاه جمبك على ما تصحى من النوم
نظرت فريدة لذلك الشاب الراكع بجوارها هو الاخر قائلة:
–مين ده وبيعمل ايه هنا يا صافى
هرولت صافى سريعا تحضر الدواء لجدتها من على الكومود قبل أن تجيبها اقتربت منها تناولها أقراص الدواء وكوب الماء قائلة:
–خدى الدوا الاول يا تيتة وهقولك
تناولت فريدة منها الدواء تبتلعه أسندتها صافى وأيسر حتى جلست على الأريكة نظرت لصافى فى انتظار اخبارها بمن يكون هذا الضيف الا ان صافى تذكرت انها لا تعلم من يكون ولا تعلم حتى اسمه فنظرت اليه فى انتظار البوح بهويته
فنظر أيسر لفريدة بابتسامة قائلا:
–انا يا حاجة أسمى أيسر كان فى واحد بيضايق حفيدتك وانقذتها منه
حولت فريدة بصرها سريعا لصافى وهى تقول:
–الواد البلطجى ده اتعرضلك تانى نعمل ايه بس علشان نخلص منه ومن رزالته ومضايقته ليكى
ربتت صافى على يد جدتها قائلة بابتسامة مهزوزة:
–هنعمل ايه يا تيتة العمل عمل ربنا ربنا يخلصنا منه
بعد تأكده من سلامة المرأة العجوز هب أيسر واقفا يريد الإنصراف فهتف قائلا:
–الف سلامة على حضرتك الحمد لله اطمنا عليكى انا همشى
ترك أيسر مكانه ولكن قبل خروجه نادت عليه صافى قائلة:
–استاذ أيسر بجد متشكرة جدا على اللى عملته معايا
ابتسم أيسر ابتسامة خفيفة قائلا:
–الشكر لله وانا معملتش حاجة اى حد مكانى كان لازم يعمل كده عن اذنك وان شاء الله ابقى اجى اطمن على الحاجة لو مش هيضايقك
حركت صافى رأسها بابتسامة قائلة:
–حضرتك تشرف فى اى وقت مع السلامة
خرج أيسر من المنزل فى طريقه الى منزله بينما ظلت صافى مكانها تراه وهو يرحل ومازالت تلك الابتسامة مرسومة على وجهها..!!!
________
ولجت ثريا الى غرفة عنايات وهى تنظر اليها بابتسامة خبيثة قائلة:
–ها يا عنايات خفيتى ولا لاء اظن بقيتى كويسة اهو ومبقاش ليكى حجة فقومى معايا بقى ورينى الواد موجود فين
لم تجد عنايات مناص من التهرب منها تلك المرة فارتدت ملابسها التى أتت بها الى المشفى وخرجت معها ركبت بجوارها السيارة وهى ترشدها إلى الطريق الذى يجب أن تسلكه وصولوا الى احد الاحياء الشعبية
فأشارت عنايات الى احد المنازل قائلة:
–هو ده البيت اللى عايش فيه الناس اللى اخدوه
نظرت ثريا الى حيث اشارت عنايات وجدت منزل يبدو عليه آثار حريق فخرجت من السيارة هى وعنايات
فأستوقفت رجل من المارة تسأله قائلة:
–لو سمحت هو البيت ده اصحابه موجودين جوا
نظر اليها الرجل بغرابة بعض الشئ الا انه أجابها قائلا:
–اصحاب البيت ماتوا من زمان حصل حريقة جامدة فى البيت وماتوا هو ده اللى اعرفه عن اذنك
لم تكن عنايات تعلم بهذا الأمر شعرت بالاسف لكونها لن تستطيع أن تكفر عن ذنوبها الماضية فهمست بصوت سمعته ثريا:
–لا حول ولا قوة الا بالله يحصل كده قبل ما اكفر عن ذنبى ليه بس كده هفضل بتأنيب ضميرى طول العمر
زادت ابتسامة ثريا اتساعاً وهى تقول بنبرة متكاسلة:
–يا حرام يا عنايات مبقاش فى حاجة فى ايدك تهددينى بها تانى حتى لو فكرتى تقولى للدكتور جمال مش هيصدقك هتجيبى دليل على كلامك منين ودلوقتي بقى يا عنايات مبقاش ليكى لازمة عندى وحسك عينك تقربى منى او بس المح طيفك يبقى انتى اللى هتبقى قضيتى على نفسك بايدك
بعد ان انتهت ثريا من حديثها وتهديدها لعنايات اخذت سيارتها مبتعدة تاركة عنايات مازالت واقفة فى منتصف ذلك الشارع وهى تشعر بسخونة الدموع على وجنتيها فهى خسرت دنياها بالطمع والشر ولا تعلم هل سيغفر لها الله ذلتها وما أقترفته يداها ام لا ،تحركت من مكانها تمشى على غير هدى لا تعرف أين تذهب هى الآن فهى لم يعد لديها ما يأويها
______
وصل أيسر إلى منزله القديم فهو لم يشأ البقاء بالقصر حتى يحين موعد حفل زفافه لم يريد أن يبقى ويرى عشق ثراء له وهو ما زال مستمر فى خداعها فكم من مرة يقنع ذاته بأن يخبرها بكل شئ ولكن يعود بالاخير ويصمت ولا يتفوه بكلمة قبل أن يدلف الى شقته فكر فى الذهاب لرؤية حسام فدق جرس الباب
فتحت سميرة الباب قائلة:
–أيسر حمد الله على السلامة ألف سلامة عليك أنت عامل ايه دلوقتى هو انت والواد حسام جرالكم ايه كده مرة واحدة دى عين دى ولا ايه لا وكمان رضوان قال انك اتجوزت اتجوزت من ورايا يا واد انت
انفجر أيسر بالضحك من حديث سميرة فهى لم تمنحه فرصة للحديث فنظر اليها قائلا:
–اهدى يا مرمر ادينى فرصة أتكلم
تنحت سميرة جانبا تدعوه للدخول قائلة:
–طب ادخل يلا وابقى اشوف حكايتك ايه انت كمان
دلف أيسر الى الداخل فأشارت سميرة إليه بالدخول لغرفة حسام:
–حسام جوا فى الأوضة ادخله على ما اعملكم حاجة تاكلوها
طرق ايسر على باب الغرفة وأدار مقبض الباب نظر بالداخل وجد حسام مستلقى على فراشه فأدار حسام رأسه ليرى من دلف إلى غرفته
فابتسم قائلا:
–أيسر تعال حمد الله على السلامة
اعتدل حسام قليلا فى جلسته فنظر لأيسر قائلا:
–الف سلامة عليك يا صاحبى
جلس أيسر بجواره على الفراش قائلا:
–الله يسلمك وألف سلامة عليك أنت كمان يا حسام واعذرنى ان مكنتش جمبك وقت اللى حصل
مد حسام يده يدلك عنقه بيده السليمة قائلا:
–ولا يهمك المهم ان احنا خرجنا من الموضوع ده على خير كان زمانا دلوقتى بيترحموا علينا
ابتسم أيسر على مزاح حسام قائلا:
–الحمد لله عدت على خير
تأمل حسام أيسر لبرهة قبل ان يقول:
–انت صحيح اتجوزت يا أيسر
هز أيسر راسه بالموافقة قبل ان يترك مكانه قائلا:
–اه اتجوزت ثراء يا حسام ومن يوم ما كتبت كتابى عليها وانا فى عذاب ونار
تناول حسام كوب الماء الموضوع بجوار الفراش ارتشف منه قليلا قبل ان يعيده إلى مكانه فى انتظار إكمال أيسر لحديثه الا انه وجده صامتا
فبادر هو بالحديث قائلا:
–علشان يعنى مخبى عليها حقيقتك وهى متعرفش انت مين صدقنى الناس الاغنياء دول يستاهلوا أكتر من كده عايشين الدنيا بقوانينهم هم ومش هاممهم غير نفسهم وبس ومبيشفوش غير مصلحتهم ومش عارفين مين اللى ممكن يكون أتاذى من عمايلهم
حرك ايسر رأسه نافياً وصف حسام لثراء وعائلتها قائلا:
–ثراء وابوها وامها لاء يا حسام انا مشفتش ناس باخلاقهم وضميرهم ياريتهم كانوا زى عزام كنت على الاقل ارتحت وكملت اللى ان عايزه من غير ضميرى ما يأنبنى لكن هم غيره فى كل حاجة الحاجة الوحيدة المشتركة بينه وبينهم اسم الرافعى بس مفيش غير كده حتى بنته ميرا برضه برغم عنجهيتها الا انها من جواها واحدة تايهة مش لاقية حد يرشدها للصح وبالرغم من كرهى لابوها مقدرتش اكرهها بالعكس كانت بتصعب عليا بقيت بدل ما احاول انتقم منها هى كمان بقيت بخاف عليها من نفسها ومن عمايلها جايز لسه جوايا شوية طيبة لاى حد يخص عزام الرافعى
تذكر حسام تلك الفاتنة الشقراء فكم تمنى ان ينتقم منها على ما نعتته به وصفعها له ولكن تعجب من دفاع أيسر عنها الآن فحاول نفض ذلك عن ذهنه الآن
نظر اليه قائلا بمزاح:
–والفرح أمتى بقى يا عريس وهتعيش انت وهى فين فى شقتك هنا ولا هتروح قصر الرافعى علشان تلعب على أرض عزام
ابتسم أيسر بشئ من الدهاء قائلا:
–باباها أصر ان احنا نعيش فى القصر انت عارف انها تربية عز وميقدروش يخلوها تعيش فى حارة زى دى وأنا برضه ميرضنيش بهدلتها وزى ما بتقول اللعب يبقى على أرض عزام لأنها قريب أوى هيبقى الملعب ملعبى
شعر حسام بالقلق قليلا فهتف به:
–ولو انكشفت يا أيسر هيبقى ايه العمل ساعتها دا هيفرمك
وضع أيسر احدى يديه بجيبه أخرج ورقة مطوية بعناية فتحها يتأمل فحواها قبل أن يقول:
–الورقة دى يا حسام الكارت الرابح فى ايدى دلوقتى وبالنسبة لأن انكشف محدش يعرف حقيقتى غيركم انتم بس انت وجدك وجدتك غير كده عيلة الرافعى تعرف ان انا حارس شخصى وخلاص ميعرفوش حاجة تانية جايز القدر خدمنى فى اللعبة دى
قطب حسام حاجبيه قائلا:
–ورقة إيه دى يا أيسر
ناوله أيسر الورقة فقرأ حسام فحواها واتسعت حدقتيه بدهشة كبيرة فرد قائلا:
–ايه ده يا أيسر معقول ده انت هتعمل كده
اخذ منه أيسر الورقة يعيدها بمكانها فى جيبه قائلا باصرار:
–مفيش حل تانى غيره وزى ما قولتلك الورقة دى هتبقى الكارت الرابح
هز حسام رأسه قائلا:
–وهتبقى كارتك الخاسر لمراتك وحبيبتك يا أيسر
اعاده كلام حسام لواقعه المرير وإلى تلك الغصة العالقة بقلبه فهو يعلم أنه محق بما قاله ولكن ماذا يفعل هو فهو إنسان وليس ملاك حتى يغفر كل ماحدث له ولوالدته فهو لم ينسى شقاءها بالدنيا لاعالته ولم ينسى أيضاً موتها بسبب مرض عضال ألم بها ولم يكن هو يملك من المال الكافى لمعالجتها فرحلت عن هذا العالم بعد أن قضت سنوات عمرها بعذاب وألم وشقاء فكلما حاول إزاحة تفكيره بالانتقام جانبا يعود اليه مشهد وفاة والدته وهى تلفظ انفاسها الأخيرة وهو يقف مكتوف الايدى ولا يملك ما يفعله فشعوره بالعجز جعل الحقد يملأ قلبه ولكن عشقه لثراء هو ما جعل ذلك الانتقام الأعمى الذى كان يريد به ايذاء عائلة الرافعى بأكملها جعله يرى من المظلوم ومن الظالم ولكن بعد أن وضع كل تفكيره فى كيفية وضع أمور تلك العائلة لنصابها الحقيقى
________
دقت عنايات باب شقة شقيقتها عدة دقات فتح عزت الباب بابتسامة قائلا:
–ايوة مين
اختفت ابتسامة عزت على الفور بعد رؤية شقيقة زوجته الا انه تنحى جانبا يدعوها للدخول:
–اتفضلى يا ست عنايات
ولجت عنايات تجر ساقيها بارهاق تجمعت عبراتها بعينيها تهدد بسقوطها بأى وقت فهتفت بصوت منخفض حزين:
–هى روحية مش هنا ولا إيه
اشار اليها عزت بالجلوس قائلا:
–اتفضلى ارتاحى على ما اناديلك روحية من جوا
جلست عنايات على احد المقاعد وضعت يديها بحجرها تفركها بتوتر شديد مخافة طرد زوج شقيقتها لها فهى تعلم مدى الجفاء بينهم إلا انه لم يفعل شيئا فهى تراه يعاملها بتهذيب كعادته معها دائما ولكن هى من كانت تفتعل الشجارات بينهم
خرجت روحية من الغرفة تهللت اساريرها برؤية شقيقتها فهتفت قائلة:
–عنايات حمد الله على السلامة يا حبيبتى نورتى البيت مقولتليش ليه انك هتخرجى من المستشفى كنت جيت اخدك من هناك
رفع عنايات رأسها تنظر لشقيقتها وعيناها دامعتان قائلة:
–خرجت النهاردة ومبقاش ليا حد غيرك يا روحية بعد ربنا
اقتربت منها روحية تحتضنها قائلة:
–يا حبيبتى وانا جمبك ولو مشلتكيش الأرض اشيلك فوق رأسى
نظرت عنايات حولها بتوتر قائلة:
–وجوزك يا روحية
ابتسمت لها روحية قائلة:
–انتى عارفة يا عنايات ان عزت قلبه طيب وانتى اللى كنتى فهماه غلط وكنتى بتتخانقى معاه على الفاضى والمليان
ادركت عنايات خطئها بحق زوج شقيقتها فحقا هى من كانت تفتعل الشجارات بينهم رغبة منها فى تركه لشقيقتها وتزويجها من اخر اكثر غنى ولكن تمسك شقيقتها به جعله لا يصمت على اهاناتها المستمرة له سابقا
نظرت عنايات لروحية بدموع قائلة:
–انا عارفة ان انا غلطت كتير بس خليه يسامحنى انا مش مسامحه نفسى على كل اللى عملته فى دنيتى نفسى ربنا يسامحنى على الغلط الكتير اللى عملته
لم تفقه روحية نصف ما تفوهت به شقيقتها الا انها نهضت من مكانها تسحبها من يدها قائلة:
–قومى يا حبيبتى يلا هجبلك هدومك خديلك دش وفوقى كده وهعملك لقمة تاكليها يا مايسة مايسة
خرجت تلك الفتاة بعد سماع صوت والداتها فرأت خالتها فابتسمت لها قائلة:
–ازيك يا خالتو عنايات نورتى البيت
بادلت عنايات مايسة الابتسام قائلة:
–الحمد لله يا حبيبتى انتى عاملة إيه
ابتسمت روحية قائلة:
–مش تباركيلها يا عنايات مايسة اتخطبت وفرحها قريب إن شاء الله
اقتربت عنايات من مايسة تحتضنها قائلة:
–الف مبروك يا حبيبتى ربنا يتمم بخير ويسعدك
اشارت روحية لمايسة بأخد خالتها إلى غرفتها قائلة:
–مايسة خدى خالتك هتقعد معاكى فى اوضتك على ما احضرلها الحمام واعملها لقمة تاكلها
اخذت مايسة عنايات التى دمعت عيناها من فرط تأنيب ضميرها وظلمها لأقرب احباءها
________
عاد جمال الى المشفى الخاص به دلف إلى مكتبه تبعته زهرة حتى باب الغرفة نظر خلفه وجدها تنظر له بابتسامة قائلة:
–دكتور جمال حمد الله على السلامة ايه الغيبة دى كلها
نظر اليها جمال يبادلها الابتسامة قائلا:
–الله يسلمك يا زهرة اخبارك ايه
اقتربت منه زهرة حتى كادت تلتصق به قائلة باغراء:
–انا تمام يا دكتور جمال بس حضرتك وحشتنا أوى الفترة دى حضرتك غيبت عنا كتير
لم يستساغ جمال ما يسمعه من تلك الفتاة ولم يعد يخفى عليه تقربها منه الغير مستحب فارتد هو بخطواته للخلف قائلا بعبوس:
–انتى ايه حكايتك بالظبط يا زهرة
توترت زهرة وظلت تزدرد ريقها وهى لا تعلم ماذا يقصد؟ فتلعثمت قائلة:
–حححضرتك تقصد ايه
وضع جمال يده بجيب بنطاله ينظر اليها بنظرة زاجرة :
–بصى يا بنتى الحركات اللى بتعمليها دى متخلش عليا وانا شوفت زيك كتير وانا مش صغير علشان تضحكى عليا انتى اكيد وراكى حاجة
زاغت عينى زهرة بكل مكان لا تعرف ماذا تقول ففضلت أن تهرب الآن من امامه فربما هو على دراية بحقيقتها فلو صح ذلك ستقع بالعديد من المصائب التى لا طاقة لها بتحملها عندما حاولت الركض خارج الغرفة التقط جمال يدها قبل أن تخرج فأيقن ان تلك الفتاة تفعل شئ لا يعلمه هو فأشار اليها بتهديد:
–احسن ليكى تقولى ايه حكايتك والا مش هيحصل طيب وهتلاقى نفسك داخلة فى سين وجيم فأحسنلك تقولى لم لم تجد زهرة مفر من اخبار جمال الحقيقة كاملة فبدأت بسرد كل شئ قائلة:
–الحقيقة يا دكتور جمال فى حد زقنى عليك علشان العب عليك واوقعك فيا وبعد كده اعملك فضيحة واسوء سمعتك
فغر جمال فاه بدهشة تملكت منه فمن يريد ايذاءه لهذا الحد فبادر بسؤالها قائلا:
–ومين يا زهرة اللى قالك اعملى كده
فركت زهرة يدها قائلة:
–واحد اسمه البوص ومعرفلوش اسم غير ده اتعرف عليا فى محل كنت بشتغل فيه عرض عليا مبلغ كبير ادانى جزء منه والباقى كنت هاخده منه لما اعمل اللى قالى عليه
اقترب جمال منها وهوى بيده على وجهها بصفعة قوية قائلا:
–يعنى ده اخرة المعروف كنتى عايزة تدمريلى سمعتى وبيتى
تحسست زهرة وجنتها والدموع تملأ عينيها قائلة:
–والله لو حضرتك قتلتنى مش هقولك بتعمل ايه انا فعلا كنت هنكر جميلك وهضرك وحقك تعمل اكتر من كده بس ابوس ايدك بلاش البوليس
اقتربت منه رغبة فى تقبيل يده لمسامحتها إلا انه نفض يده بعيدا عنها ينظر اليها بغضب جم قائلا:
–بس وابعدى عنى انتى من دلوقتى تمشى من هنا ومش عايز اشوف وشك تانى انتى فاهمة برا براااا
انتفضت زهرة بعد صراخ جمال بوجهها فهرولت راكضة خارج غرفة مكتبه اصطتدمت بالعديد من الممرضات الا إنها لا ترى شئ يوى انها يجب مغادرة المستشفى فتخشى أن يتراجع جمال عن الصفح عنها ويقوم بتسليمها الى الشرطة
________
وجدت ثراء قدميها تسوقها إلى تلك الغرفة التى كان يسكنها أيسر فتحت الباب وولجت للداخل ظلت تجيل ببصرها فى انحاء الغرفة وحنينها وأشتياقها إليه يقتلها لرؤيته الا أنه أصر عليها بعدم الذهاب اليه بشقته حتى يحل يوم زفافهم جلست على الفراش تتحسسه بيدها اخذت تلك الوسادة الصغيرة باحضانها وهى تشتم تلك الرائحة العالقة بها وهى رائحة عطره الذى يستخدمه دائما فهى تحفظ تلك الرائحة عن ظهر قلب فهمست قائلة:
–انت وحشتنى أوى يا حبيبي
لم تكد تنهى جملتها حتى سمعت رنين هاتفها فرأت اسمه ينير الشاشة وضعت الوسادة جانباً فاجابته قائلة بصوت عذب:
–أيسر
سرى ذلك الإحساس المفعم بالاشتياق فى خلاياه فكم هو حقا يشتاق قربها فأجابها قائلا:
–قلبه وعمره وروحه
عادت واخذت الوسادة باحضانها وابتسامتها تزداد اتساعاً بسماع صوته قائلة:
–كنت لسه بفكر فيك عارف انا فين دلوقتى
ابتسم هو يجيبها قائلا:
–فين انتى خرجتى من البيت اوعى تكونى جاية ليا هنا
تمددت ثراء على الفراش قائلة بابتسامة:
–لاء متخافش مش جيالك انا هنا فى الاوضة بتاعتك اللى كنت قاعد فيها هنا بس ليه خفت كده اكون جيالك بيتك على العموم لو حبيت اجيلك مش هاجى لوحدى يعنى أكيد هيكون حد معايا
وجد نفس يهمس لها قائلا:
–وحشتينى أوى يا ثراء معقولة كام يوم مشوفكيش فيهم
ردت ثراء قائلة بخجل:
–وانت كمان وحشتنى على العموم خلاص فاضل يومين بس على الفرح وهنفضل مع بعض على طول
ظلا يتحداث وقتا طويلا حتى غفت ثراء بالنوم لم تعى اين هى الا عندما وجدت يد توكزها بكتفها توقظها من نومها ابتسمت بنعاس قائلة:
–أيسر
علت ضحكة ميرا على ما تفوهت به ثراء قائلة:
–لاء ياست المتيمة مش أيسر انا ميرا
فتحت ثراء عينيها فوجدت ميرا تقف بجوار الفراش فاعتدلت سريعا وهى تدلك عنقها قائلة:
–خير يا ميرا فى ايه
ابتسمت ميرا وجلست بجوارها قائلة:
–جيت ادور عليكى علشان اقولك فستان فرحك وصل خلاص وتعالى علشان تقسيه ولو فيه حاجة يتظبط قبل الفرح
نهضت ثراء من الفراش بفرحة عارمة رغبة فى رؤية فستان زفافها فخرجت من الغرفة برفقة ميرا التى أصبحت فتاة اخرى غير تلك الفتاة المتعجرفة
تلالأت الأنوار بقصر عائلة الرافعى فاليوم زفاف ثراء وأيسر فجمال أصر باقامة حفل زفاف ضخم بالرغم من رفض أيسر القاطع لذلك إلا انه أقنعه بالاخير انه ليس لديه سوى ابنة واحدة ويريد أن يراها بثوب الزفاف فرضخ أيسر بالاخير فهو أيضاً يريد رؤيتها بذلك الثوب الأبيض الذى تشتد هى نقاء عنه ،وقفت ثراء أمام المرآة واضعة يدها موضع قلبها تحاول تهدئة تلك المشاعر التي فاضت بقلبها فاليوم هو اليوم المنتظر نظرت اليها ضحى قائلة بابتسامة
–الف مبروك يا ثراء ربنا يتمم بخير ويسعدك يا حبيبتى
ابتسمت لها ثراء أيضاً قائلة:
–عقبال عندك يا ضحى انتى كمان
فتح باب الغرفة دلفت فيروز ومن خلفها ميرا وجليلة وعفاف يطلقن الزغاريد الذى زادت من سريان القشعريرة بجسد ثراء من شدة سعادتها أقتربت منها فيروز تحتضنها تقبلها ودموعها تنساب على وجنتيها مردفة:
–حبيبة ماما مليون مبروك عشت وشوفتك بالفستان الأبيض يا قلبى ربنا يسعدك يارب
أقتربت ميرا منها هى الآخرى تهنئها فالعلاقة بينهن تحسنت عن ذى قبل فهتفت قائلة:
–مبروك يا ثراء ربنا يسعدكم
أقتربت ثراء تحتضنها تهتف بابتسامة:
–الله يبارك فيكى يا ميرا وعقبالك
حمحم جمال وهو يقف على الباب لينتبه الحاضرين فنظر لابنته بابتسامة وهو يرى طفلته قد أصبحت عروس واليوم يوم زفافها فتقدم منها يحتضنها بقوة وهو يشعر بدموعه هو الآخر تكاد تخرج من معقلهما قائلا:
–الف مبروك يا حبيبتى ربنا يتمم بخير وتعيشى العمر كله فرحانة ومبسوطة
ضمها إليه فرت دموعها هى الاخرى وهى تشدد من احتضانها لوالدها قائلة:
–ربنا ما يحرمنى منك ابدا يا بابا
تأبطت ذراع أبيها وصوت دقات قلبها تكاد تعلو على صوت حفيف ثوبها الأنيق خرجوا إلى حديقة المنزل نظرت إلى ذلك الذى بنتظرها بتلك الحُلة السوداء التى أشبعته وسامة ورجولة فشعرت بالغيرة من رؤية الفتيات له وهو بتلك الوسامة اقترب أيسر من جمال وضع يد ثراء بيده يشد عليها قائلا:
–انا بسلمك اغلى ماعندى يا أيسر خلى بالك منها
رد عليه ايسر قائلا بثقة ويقين:
–دى فى عنيا يا دكتور جمال
بدأ حفل الزفاف توافد المدعوين تباعاً كان الجو مشبع بالبهجة والسرور وهى تقف بجواره تتأبط ذراعه تبتسم للحاضرين لمحت دلوف أمير فأقترب منه قائلا بابتسامة خفيفة:
–الف مبروك وربنا يتمم بخير
ردت ثراء بابتسامة قائلة:
–الله يبارك فيك يا أمير عقبالك
ظل ايسر متجهم الوجه منذ رؤية أمير حتى أنه لم يرد على تهنئته لهم فرغب فى أن ينصرف من هنا الا انه وجده يمد يده بعلبة مغلفة يبدو عليها أنها هدية فناولها لثراء وهو يقول:
–دى هدية الفرحة وكمان علشان اقولك اشوف وشكم بخير علشان انا مسافر لندن طيارتى كمان نص ساعة سلام
ابتهج أيسر بعد سماعه بشأن مغادرة أمير الحفل وليس ذلك فهو سيغادر البلاد ايضا فرد عليه قائلا:
–تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله خد بالك من نفسك
لم يعير حديث أيسر اهتماماً حتى وجد ثراء قائلة:
–مع السلامة يا أمير
رحل أمير الا انه لم يمنع نفسه من الالتفات لرؤيتها مرة اخيرة قبل مغادرته فهو أصر على ان يترك مصر بيوم زفافها على ان تكون هى أخر شخص يودعه قبل سفره اخذ سيارته يتجه صوب مطار القاهرة الدولي وهو يشعر بالحزن لخسارته الفتاة الوحيدة التى رسم باحلامه من انها ستصبح له ليأتى له القدر بمفاجأة اخرى وتصبح زوجة رجل أخر
أقترب عزام من جمال وملامح الاقتضاب والعبوس لم تفارق وجهه منذ علمه بزواج ثراء وأيسر ليأتى ذلك الحفل ويقضى على ما تبقى من تماسكه فهتف بشقيقه بحدة قائلا:
–يعنى كان لازم يا جمال تعمل فرح وهليلة وتعزم كل اللى نعرفهم حلو الفضايح دى لما الكل هيعرف ان بنتك اتجوزت واحد كان شغال عندنا
نفخ جمال بضيق من حديث شقيقه قائلا:
–والله انا بفرح ببنتى وان كان على الفضايح فالفضيحة الاكبر جت هناك اهى سيرين وصلت
نظر عزام الى حيث أشار جمال فوجد سيرين تولج الحفل يستقبلها شهاب بترحاب شديد
تم خفض الاضاءة قليلا وبدأت تعلو صوت الموسيقى الهادئة وضعت ثراء يدها حول عنقه يحيط خصرها بذراعيه يتمايلان سويا على انغام الموسيقى ،اثناء ذهاب ميرا لجلب مشروب مرطب لمحت حسام قادما يستند على عكاز يعرج قليلا تعجبت مما أصابه فوجدت نفسها قائلة:
–ايه ده ايه اللى فشفشك كده
رفع حسام احدى شفتيه قائلا بضيق:
–اللى فشفشنى كده اللى زيكم
لم تفهم ميرا شئ مما يقوله الا انها سألته قائلة:
–هو انت جيت الفرح ليه جاى مع مين
عدل حسام من وضعية وقوفه ليريح قدمه المصابة قائلا:
–جاى مع العريس اصله صاحبى تقدرى تقولى ان احنا اخوات اكتر ما احنا صحاب
تركها حسام مغادرا فأكملت طريقها الا انها التفتت خلفها تنظر اليه فلم تنتبه لوالداتها القادمة باتجاهها فاصطتدمت بها قائلة:
–فى ايه يا ميرا مالك ماشية تايهة ليه كده
ردت ميرا قائلة:
–ها لاء يا ماما مفيش حاجة
ظلت لبنى تنظر حولها فسألتها ميرا عن سبب فعلتها تلك:
–مالك يا ماما بتدورى على ايه
ردت لبنى على ابنتها وهى مازالت تجيل ببصرها فى الحاضرين قائلة:
–باباكى بقاله شوية مختفى مش عارفة راح فين
وقف شهاب على بعد خطوات قليلة من ذلك المكان الذى يتواجد به والده وسيرين سمع أيضاً صوت شجار بينهم لم يستمع جيدا لما يقولون فاقترب أكثر فهم يتوارون عن الانظار بالباحة الخلفية للقصر فهو عندما رأى سيرين تبتعد تبعها الى هنا فوجد والده معها أيضاً لذلك أصر على معرفة ماذا يدور بينهم فسمع صوت والده الغاضب قائلا:
–انتى ايه حكايتك يا سيرين مش مبطلة زن اليومين دول انا مش فايقلك ولا فايق لدلعك الفارغ ده كفاية المصايب اللى على دماغى وسمعة العيلة اللى هتقع فى الأرض بعد اللى جمال اخويا وبنته عملوها لاء وكمان عملهم فرح وانتى جاية دلوقتى عيزانى اشوف حل لجوازنا العرفى
وضع شهاب يده على فمه من صدمته بعد سماع حديث والده فسيرين زوجة أبيه فربما هو يرى كابوس الآن فسمع سيرين ترد قائلة:
–اه عايزة حل يا عزام انا مش هفضل فى الضلمة كتير وانت شايف كمان ابنك كان بيحاول يقرب منى ومرضتش اقوله انى مراتك مع ان كان بامكانى اقولها
شعر عزام بلهجة التحدى بصوتها فقبض بيده على ذراعها حتى كاد ان يغرس اظافره بلحمها قائلا:
–بقولك ايه انا مبتتهددش وان كان على الورقتين العرفى خلاص بليهم واشربى ميتهم يا سيرين ملكيش حاجة عندى
نفض ذراعها بغضب وتركها مغادرا وضعت يدها تدلك ذراعها بعد تركه اثار أصابعه عليها وهى تهتف قائلة :
–ابلهم واشرب مايتهم ماشى يا عزام صبرك عليا اما هديت الدنيا على دماغك مبقاش أنا
عندما رأها شهاب قادمة فر هارباً من المكان حتى انه لم ينتبه لضحى وهى قادمة فسكب محتويات كوبها على الأرض فنظر اليها نظرة عابرة وتركها بدون ان يتفوه بكلمة تعجبت ضحى من صنيعه قائلة:
–ماله ده بيجرى زى ما يكون فى عفريت بيجرى وراه
انتهى حفل الزفاف وانصرف المدعوين صعدت ثراء إلى ذلك الجناح الذى أعد خصيصا من أجلها وأجل أيسر يبعد قليلا عن باقى غرف القصر فجمال خصهم بتلك الغرفة حتى يستطيعوا اخذ حريتهم بدون ازعاج من الآخرين دلفت برفقتها والداتها وصديقتها ضحى فابتسمت لها ضحى قائلة:
–مبروك يا عروستنا القمر تتهنى يارب انا همشى بقى زمان الحاج منير قاعدلى على الباب
ابتسمت ثراء على مزاحها قائلة:
ماشى يا حبيبتى ماما خلى السواق يوصلها
هزت فيروز رأسها موافقة فقالت قبل ان تخرج برفقة ضحى:
–حبيبتى لو احتاجتى اى حاجة رنى عليا والأكل اهو أبقى كلى كويس يا قلب ماما
هزت ثراء رأسها بالموافقة وهى ترمش بعينيها عدة مرات فهى لاتنكر شعورها بالخوف والتوتر الشديد من تلك الليلة بعد خروجهن اخذت تلك الملابس الموضوعة على السرير وذهبت لغرفة الثياب قامت بخلع فستانها نظرت لذلك الثوب المنوط بها ارتداءه الآن وهى تقلبه بين يديها بعيون جاحظة فهتفت بصوت أقرب للصدمة:
–ايه ده والبسه ازاى ده مستحيل البسه دلوقتى
وضعته جانباً لتبحث عن ثوب آخر ظلت تجيل ببصرها وكلما ترى ثوب من تلك الاثواب الخاصة تهتف قائلة:
–ايه ده مفيش حاجة محترمة تتلبس ولا إيه
نسيت وهى تحدث نفسها أنها بتلك الثياب الخفيفة التى كانت ترتديها أسفل فستان زفافها فولج أيسر للغرفة يبحث عنها فسمع صوتها صادرا من غرفة تبديل الثياب ذهب اليها وماكاد يهتف باسمها
–ثراء انتى…
التفتت اليه ثراء وهى تصرخ بعد سماع صوته ورؤيته له هكذا:
–اعاااااااااا
اجفل أيسر من صوت صراخها فأشار اليه بيديه يحاول ان يجعلها تكف عن الصراخ
–بسسس اهدى يا ثراء انا خارج
ترك أيسر الغرفة ومازالت هى واقفة تضم احد الثياب تحاول ان توارى جسدها ظلت تلتقط أنفاسها وهى مازالت تشعر بالرجفة التى دبت بأوصالها ،جلس أيسر على الفراش مد يده يسحب ربطة عنقه وهو يزفر زفرة هواء قوية ليتخلص مما ألم به منذ رؤية ثراء فتلك ليست معادلة عادلة فمن أين يأتى بالصمود وقوة التحمل والصبر نظر وجد أكواب العصير الموضوعة بجانب الطعام تناول احدها وارتشفه بالكامل بدون تردد وضع الكوب مكانه وصدره يعلو ويهبط كأنه بسباق للركض بعد عدة دقائق خرجت ثراء ترتدى إسدال توارى أسفله ذلك الثوب الذى انتقته وارتدته تضم يديها تنكس رأسها بخجل جم فهتفت بصوت بالكاد يسمع:
–مش هنصلى يا أيسر
نظر اليها أيسر قليلا ثم قال:
–اه هنصلى هغير هدومى واتوضا واجى
ذهب هو أيضا الى غرفة الثياب ابدل ثيابه بملابس مريحة ودلف الى الحمام توضأ وخرج أليها وجدها تنتظره وهى جالسة على حافة الفراش ومازالت تفرك يدها بتوتر فهتف بهدوء قائلا:
–يلا علشان نصلى
نهضت بدون أن تتفوه بكلمة وقفت خلفه وهو يأمها بالصلاة وبعد الانتهاء نهض من مكانه يأخذ كوب العصير الاخر يقدمه لها بابتسامة قائلا:
–دى كوباية العصير بتاعتك انا كنت عطشان وشربت كوبايتى
ابتسمت بخجل وهى تتناولها منه وضعتها على فمها ترتشفها ببطئ تريد إطالة الوقت ولكن بالنهاية انتهت من ارتشاف الكوب بأكمله وقفت لا تعرف ماذا تفعل؟ وحاله هو أيضا لا يفرق كثيرا عنها ولكنه رأها تذهب لغرفة تبديل الثياب مرة اخرى فلم يشأ سؤالها عما تفعل وقفت ثراء بمنتصف الغرفة تحاول ضبط أنفاسها التى تشعر بنقصانها من رئتيها فظلت تخاطب نفسها قائلة:
–اهدى يا ثراء هو دلوقتى جوزك وعادى لو خرجتى كده مش حرام يعنى لاء بس ازاى يشوفنى كده عيب
لتعاود وتجيب نفسها قائلة:
–عيب ايه يا عبيطة ده جوزك وده لا عيب ولا حرام
ظلت تصارع نفسها بالحديث حتى انهكها كثرة مجادلة عقلها وقلبها فحسمت أمرها وخلعت اسدالها وخرجت اليه مسرعة قبل ان تعود الى صراعها النفسى وجدها أيسر تخرج إليه بخطوات هادئة بذلك الثوب الذى ربما لم لن يرى بجمال ودقة تصميمه وخاصة وهى ترتديه تلك الحسناء كشعاع من ضوء القمر أصاب قلبه جعله متأوها بنيران الشوق وقفت على بعدة عدة خطوات منه لاتعرف ماذا تفعل فلم تدم حيرتها طويلاً فوجدته مقبلاً عليها يبتسم لها يأسر كفيها بين يديه قائلا
–مبروك يا حبيبتى
اطرقت رأسها أرضاً وهى تبتسم بخجل قائلة:
–الله يبارك فيك يا حبيبي
رفع وجهها اليه يتفرس بملامحها الفاتنة تسمرت عيناها على وجهه وجدته يقترب منها يعانقها بشوق كبير جعل دقات قلبها تكاد تألمها من تسارع وجيبه فتلك هى المرة الأولى التى تتذوق فيها طعم العناق رفرفر قلبها وهى تشعر بحرارة عناقه وجدت نفسها تتشبث به كغريق تتقاذفه الأمواج العاتية ورأت به منقذها وطوق نجاتها إلا أنها وجدت نفسها تنظر خلفه قائلة:
–أيسر إيه ده
نظر أيسر الى حيث أشارت وأعاد نظره اليها ثانية قائلا:
–فى ايه يا حبيبتى تقصدى ايه
ظلت تشير بأصبعها على تلك الظلال التى رأتها كشبح متخف بالسواد والذى لايعلم هو عن ماذا تتحدث؟ فهو لايرى شيئاً فاستطرد قائلا:
–حبيبتى تقصدى ايه انا مش شايف حاجة ولا فاهم حاجة
نظرت ثانية فلم تجد شيئاً هى الأخرى تعجبت قليلا فحاولت نفض ذهنها مما اعتراها فربما توترها بدأ يؤثر على أعصابها وتركيزها فهتفت قائلة:
–ها لاء خلاص الظاهر انا بقى بجيلى تهيئوات
حاول أيسر التخفيف عنها فابتسم بوجهها قائلا:
–الظاهر انك متوترة يا حبيبتى
وضعت رأسها على صدره وهى تحاول تجميع شتات نفسها فأحاطها بذراعيه يشدد من ضمها إليه فلم يمنع نفسه من عناقها ثانية فليذهب كل شئ خطط له الى الجحيم هكذا صرخ به عقله الذى لم يعد له طاقة على تحمل كم تلك الصراعات النفسية التى تدور بخلده الآن
فوجد نفسه قائلا بأنفاس تكاد تتلاشى:
–ثراء حبيبتى انا عايز أقولك حاجة
دفنت ثراء وجهها بعنقه قائلة بهمس:
–عايز تقول ايه يا حبيبى
تسارعت دقات قلبه كمن يعدو بطريق طويل ليس له نهاية فأجابها قائلا:
–عايز أقولك ان انا….
يتبع….!!!!
اترك رد